الأهلي "الخبير" أطاح بأنيمبا "الخطير"
فلافيو سجل هدف الوصول للنهائي مع القطن الكاميروني
رضوان الزياتي
بصعوبة بالغة وبفارق الخبرات والتاريخ تأهل الأهلي لملاقاة القطن الكاميروني في نهائي دوري ابطال افريقيا هزم انيمبا النيجيري بهدف انجولي "خالص" سجله فلافيو في الدقيقة 26 من الشوط الاول اثر ضربة ركنية لعبها جيلبرتو.
لم يقدم الأهلي العرض المنتظر منه امام حوالي 70 ألف متفرج ملأوا مدرجات استاد القاهرة تقدمهم مجلس ادارة الاهلي بالكامل برئاسة حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب تأثر الأهلي بالضغوط النفسية والقلق وفي اذهان لاعبيه درس النجم الساحلي القاسي في نهائي بطولة العام الماضي فكان تركيزهم في الحفاظ علي هدف فلافيو اكثر من تركيزهم في اضافة هدف ثان كما ظهر القلق والخوف علي مانويل جوزيه الذي تعامل مع المباراة بطريقة غلب عليها الحذر الكامل.. فلعب برأس حربة واحد هو فلافيو وخلفه أبو تريكة وبركات وكان يجب عليه ان يبدأ برأسي حربة صريحين بأحمد بلال أو أسامة حسني مع فلافيو.
عموما فإن ما حققه الاهلي بالأمس انجاز كبير بصرف النظر عن المستوي فكان جوزيه والبدري واللاعبون يركزون علي النتيجة أكثر من الاداء ولا اعتقد ان القطن الكاميروني سيكون اصعب من انيمبا مع احترامنا وتقديرنا لفوزه الساحق علي ديناموز هراري أمس بأربعة اهداف نظيفة ولكن علي الأهلي ان يستعد جيدا للقطن ويحسم النهائي من مباراة الذهاب بالقاهرة بفوز كبير.. لان لقاء العودة سيكون في الكاميرون.
بدأ مانويل جوزيه المباراة في شوطها الأول بتشكيلة شبه مثالية حيث دفع بالنجمين أبوتريكة ومحمد بركات خلف فلافيو ولعب بأحمد حسن بجوار حسام عاشور في الارتكاز مستبعداً أنيس بوجلبان ليلعب بأحمد صديق في الجانب الأيمن للاستفادة من انطلاقاته واحتفظ بالصاروخ جيلبرتو في الجانب الأيسر وبباقي اللاعبين في مراكزهم أمير عبدالحميد في المرمي وشادي محمد في الليبرو ووائل جمعة وأحمد السيد كمساكين.
عوامل كثيرة أخرت تقدم الأهلي علي رأسها الحكم الأوغندي محمد انجونجو ومساعده الذي ألغي هدفاً صحيحاً لمحمد بركات بحجة التسلل ولم يكن بركات متسللا علي الاطلاق ولجوء فريق انيمبا إلي دفاع المنطقة بكل لاعبين معتمداً علي الهجمات المرتدة بالكرات الطويلة إلي كل من دورجو وأوتورجو ثنائي الهجوم.. وثالث الأسباب بطء الأهلي وتحضير الهجمات وعدم الدقة في اللمسة الأخيرة.
يحيا.. الثنائي الأنجولي
ولكن كل هذه الاوضاع الخاطئة تحسنت مع استغلال الأهلي لأول كرة ثابتة من ضربة ركنية في الدقيقة 26 لعبها جيلبرتو لفلافيو علي القائم القريب الذي سبق كل المدافعين ووضعها برأسه متقنة داخل المرمي خادعاً الجميع وهو هدف رائع كثيرا من هذا الثنائي الانجولي الرائع لتهتف الجماهير باسمهما "يحيا الثنائي الانجولي جيلبرتو وفلافيو".
كان الهدف نقطة تحول كبيرة في المباراة فقد تخلي أنيمبا نسبياً عن دفاع المنطقة وبدأ في مبادلة الهجمات فظهرت المساحات والثغرات في دفاع الضيوف.. وخاصة خلف الظهير الأيمن وأصبح هناك شارع لأحمد صديق كاد يأتي عن طريقه هدفان علي الأقل لولا التسرع وعدم الثقة ويقظة الدفاع النيجيري أحياناً وخاصة تلك الكرة التي أرسلها صديق عكسية من هجمة مرتدة لكل من أبوتريكة وفلافيو ولكن مدافع أنيمبا أوكبارا أنقذها الي ضربة ركنية.
ليه .. يا أحمد!!
كان في مقدور أحمد السيد قلب الدفاع أن ينهي المباراة مبكراً عندما وصلته كرة سهلة أمام المرمي الخالي من حارسه إثر هجمة منظمة لكنه أخطأ الكرة بشكل غريب وعجيب مضيعاً هدفاً أكيداً وذلك في الدقيقة .35
وإذا كان محمد بركات قد فعل كل المطلوب منه وسجل هدفاً ألغاه الحكم ومساعده فإن أبوتريكة لم يكن في مستواه خلال الشوط سواء في التمرير أو استغلال الفرص التي سنحت له.. بينما كان أحمد حسن نجماً كعادته بعد 10 دقائق من الاهتزاز النسبي أما حسام عاشور فكان رائعاً ولو سجل أحمد السيد الهدف لحصل علي العلامة الكاملة 10 من 10 في هذا الشوط.. وكان شادي ووائل أقل من مستواهما واهتزا بشدة مع كل كرة تصل الي ستيفن وارجو الذي أزعج الدفاع.. ولم يختبر أمير عبدالحميد إلا في خطأ وائل جمعة عندما أعاد اليه كرة قصيرة أنقذها قبل أن تصل إليها أقدام القصير الخطير وارجو.
كما قلنا اعتمد أنيمبا علي دفاع المنطقة وارسال الكرات الطويلة لوارجو واوتورجو وكاد يستغل احداها وورجو في بداية الشوط ولكنه سدد الكرة خارج المرمي بعد تدخل أحمد السيد في الوقت المناسب.
بخلاف ذلك كثف الضيوف وجودهم في منطقة الوسط وفرضوا رقابة فردية علي أبوتريكة وحرموه من اظهار ابداعاته.. لكنهم لم ينجحوا في فرض أسلوبهم إلا لمدة ربع الساعة الأولي فقط.
الشوط الثاني
غلب الطابع التكتيكي علي الشوط الثاني فكان الأهلي حذراً أكثر من اللازم.. وسيطر الخوف والقلق علي لاعبي الأهلي وجهازه الفني.. ولم يكن في ذهن اللاعبين اضافة هدف الاطمئنان بقدر الحفاظ عليه وهم يدركون أن ما يحافظ علي الهدف هو تسجيل هدف آخر.. بينما هاجم انيمبا وسيطرة علي منطقة المناورات فكان الأكثر هجوماً وخطورة علي مرمي أمير عبدالحميد في ربع الساعة الأول من الشوط الذي هدد فيه الضيوف مرمي الأهلي في أكثر من مناسبة وتعرض أمير لاختبارين جادين في أقل من 10 دقائق من ضربة رأس وتسديدة بعيدة المدي من ضربة حرة.
وفي المرة الثالثة راوغ "ستيفن دورجو" اثنين من مدافعي الأهلي وسدد خارج القائم الأيسر في الوقت الذي اعتمد فيه الأهلي علي الهجوم المرتد السريع والذي افتقد إلي اللمسة الأخيرة لدرجة أن أحمد حسن حصل علي انذار للخشونة مع حارس المرمي ساني أولاري بعد فشله في استغلال تمريرة جيلبرتو.
يشعر الأهلي بالحرج وينظم هجمة مرتدة هي الأفضل والأخطر له طوال الشوط الثاني عندما وصلت الكرة إلي جيلبرتو مررها سحرية لأبوتريكة الذي سددها بطريقة سيئة فوق العارضة وهو منفرد تماماً وقد سجل من فرص مشابهة في مباريات سابقة أكثر من مرة.
بعدما شعر جوزية بخطورة الموقف أجري تغييره الأول بإشراك أنيس بوجلبان بدلاً من أحمد صديق وأعاد بركات للطرق الأيمن ولعب بثلاثي ارتكاز مع منح أحمد حسن حرية الهجوم لمساندة أبوتريكة وفلافيو ولكن ظل التفوق النسبي لأنيمبا في منطقة وسط الملعب.
ويحاول المدرب البلجيكي للضيوف ضخ دماء جديدة لخط الهجوم لعل وعسي يخطف هدف التعادل ويتأهل للنهائي فأخرج أوتورجو وأشرك ايميكا.. وقابله جوزية باخراج أحمد حسن واشراك سيد معوض لبث النشاط في خط الوسط وتخفيف الضغط ولكن ظل انيمبا علي خطورته وتهديده لمرمي الأهلي ولكن يقظة وخبرة وائل جمعة وشادي محمد وأحمد السيد كانت الفيصل في القضاء علي هذه الخطورة قبل أن تصل إلي أمير عبدالحميد.
وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة أشرك أسامة حسني بدلاً من فلافيو وهو تغيير كان الهدف الأساسي منه استهلاك الوقت.. لتنتهي هذه المباراة بفوز ثمين من منافس خطير!!
نجوم المباراة
** أمتياز: لا أحد
** جيد جداً: ستيفن دورجو ووائل جمعة ومحمد بركات
** جيد: أحمد حسن وفلافيو وجيلبرتو وأوبارا