الأهـلي وإنيمــبا .. مواجـــهــة عـلي خط النـار
جـــوزيه جــاهـــز بثــلاثــة ســـيناريوهات للمــباراة
.. وبركـــات كـــلمـة الســر
كتب: محمد القوصي
جوزية
في الثامنة والنصف من مساء اليوم سيكون عشاق الأهلي, خاصة, والجماهير المصرية عامة علي موعد مع مواجهة أشبه ما يكون علي خط النار أو بمعني أدق مواجهة محفوفة بالمخاطر لأنها مليئة بالأشواك أو الأمواج العاتية حتي يتم العبور منها إلي شاطئ الأمان, الذي يفتح الطريق نحو بطل مصر للنهائي للمرة الرابعة علي التوالي, وفي ظل هذه الصعوبات سيواجه الأهلي نادي القرن الإفريقي ومتصدر التصنيف القاري فريق أنيمبا النيجيري في عودة الدور نصف النهائي بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم, والفوز وحده هو طريق الأهلي للنهائي بعدما انتهي لقاء الذهاب بالتعادل السلبي وهو أسوأ أحسن نتيجة يحققها فريق خارج ملعبه لأنها بالرغم من أنها جيدة إلا أنها لا تضيف كثيرا, ولا تعني حسم بطاقة التأهل أو حتي الاقتراب منها, ولعل ما حدث في نهائي إفريقيا الموسم الماضي بين الأهلي, والنجم الساحلي بالتعادل السلبي في سوسة, وتخيل الجميع أن الأمور انتهت وأن الكأس ذهبت إلي الجزيرة لكنها طارت إلي تونس بعدما خسر الأهلي3/1 بشكل لم يكن يخطر علي بال أشد المتشائمين ولا أي مكاتب للتوقعات والمراهنات في العالم.
وهذا يؤكد أن كرة القدم لعبة لا تعرف الحسابات المسبقة ولا تعترف إلا بالجهد والعطاء علي أرض الملعب لهذا فإن الأهلي يدخل اللقاء بلا أي مكاسب ومن هنا بات عليه حتميا الفوز.. فالتعادل السلبي يصل به إلي ركلات الترجيح غير المضمونة, والخسارة لا قدر الله تطيح به مباشرة, والفوز هو طريقه إذا وهو ما يجب أن يعمل عليه من أول دقيقة حتي صافرة النهاية حتي إذا تقدم بهدف لا يطمئن فلابد أن يقاوم, وأن يمنع أنيمبا من الوصول لمرمي أمير عبدالحميد لأن أي هدف مضاد سيكون ثمنه غاليا.
الأهلي لم يخسر علي أرضه أي مباراة منذ بداية البطولة, فاز فيها جميعا باستثناء التعادل مع الزمالك2/2 في مباراة لم يكن الأهلي بحاجة للفوز فيها حتي لو خسر ما كان هذا سيضيره لذلك لم يلعبها بعزيمة الفوز, واكتفي بالتعادل2/2 حتي خارج أرضه, لم يخسر أي مباراة في دور ربع النهائي, وفاز في مباراتين علي الزمالك, وديناموز هراري, وتعادل مع أسيك في أبيدجان.
أما أنيمبا فإذا كان تخصص في الفوز علي أرضه باستثناء التعادل الأخير مع الأهلي في نصف النهائي فهو خسر كل مواجهاته خارج ملعبه في ربع النهائي أمام الهلال السوداني, ومازيمبي الكونغولي, والقطن الكاميروني فهو فريق مهزوز وغير متماسك ودفاعه هش خارج ملعبه لكن المؤكد أن الدوافع لديه الآن تختلف فالمسألة بالنسبة له أصبح لها ثمن كبير, وهو الوصول للنهائي والمنافسة علي اللقب المرموق الذي سبق له الفوز به مرتين عامي2004,2003 فيما فاز به الأهلي5 مرات2006,2005,2002,1987,1982.
الأهلي استعد لهذه المواجهة بقوة فهو منذ لقاء الذهاب الذي أقيم في مدينة آبا قبل أسبوعين وانتهي بالتعادل السلبي لم يلعب أي مباراة رسمية بسبب توقف الدوري, وانضمام خمسة لاعبين منه للمنتخب هم: أمير عبدالحميد, ووائل جمعة, وأحمد السيد, وأحمد حسن, ومحمد أبوتريكة, وركز الجهاز في التدريبات اليومية مع باقي اللاعبين ولعب مباراة ودية مع بترول أسيوط, وفاز2/3, ومنذ الثلاثاء الماضي اكتملت الصفوف وعاد كل الدوليين بمن فيهم فلافيو, وجيلبرتو الأنجوليان, والتونسي أنيس بوجلبان كما تماثل بركات للشفاء من الآلام التي كان يعاني منها, وكثف جوزيه التدريبات طوال الأيام الأخيرة حتي مساء أمس, حيث اختتم الفريق تدريباته, وحفظ اللاعبون كل شيء وأكدوا أن لديهم إصرارا شديدا علي بذل كل الجهد من أجل الفوز باللقاء والوصول إلي النهائي للمرة الرابعة علي التوالي.
ومن خلال التدريبات الأخيرة ظهرت الملامح النهائية للتشكيل, وإن كان جوزيه كعادته رفض الافصاح عن التشكيل المتوقع, لكن الواقع يقول إن هناك مراكز لا خلاف عليها ففي حراسة المرمي يظهر أمير عبدالحميد, وأمامه الثلاثي شادي محمد, ووائل جمعة, وأحمد السيد, وفي اليمن محمد بركات وفي الشمال جيلبرتو, وفي الوسط الثلاثي أحمد حسن, وأنيس بوجلبان, وحسام عاشور, وفي المقدمة أبوتريكة, وفلافيو, وهناك اتجاه مهم ظهر من خلال التدريبات باحتمال الدفع بأحمد صديق في الناحية اليمني استغلالا لسرعته في نقل الهجمة والتحول السريع من الدفاع للهجوم وفي هذه الحالة سيذهب بركات لخط الوسط, ويكون تحته حسام عاشور, وأحمد حسن, وربما يشكل هو وأبوتريكة قاعدة مثلث تحت فلافيو رأس الحربة ويعملان زيادة عددية ليكون الهجوم بثلاثة رءوس بدلا من رأسين أو ربما يكون بركات هو رأس المثلث وقاعدته هجومية لفلافيو, وأبوتريكة, وتترك لبركات حرية الحركة تحت المهاجمين, وهذا ربما يكون أفيد علي أن يجلس بوجلبان علي الدكة, وتتم الاستعانة به وقت الحاجة فإذا لم ينفذ صديق المطلوب يذهب بركات لليمين, ويلعب بوجا مع ثلاثي الوسط.
وقد يكون هناك اتجاه آخر أو ثالث لدي جوزيه ربما أثناء سير اللقاء حسب النتيجة بالاستعانة بمهاجم آخر بجوار فلافيو قد يكون أحمد بلال أو أسامة حسني علي أن يعود أبوتريكة للخلف ليكون أكثر إنتاجا, وفاعلية, كما حدث أكثر من مرة من قبل فأبوتريكة كل إمكاناته تظهر تحت رأسي الحربة وعندما يكون مهاجما صريحا تقل استفادة الفريق منه, عموما جوزيه جاهز بالسيناريوهات الثلاثة, وإن كان الأول هو الأقرب للظهور مع صافرة البداية كنوع من التوازن لكن كل الأوراق ستظل متاحة له من خلال التغييرات الثلاثة التي ستكون لديه.
كما ركز جوزيه علي أطراف فريقه, خصوصا جيلبرتو صاحب المستوي الثابت, والمتميز في انطلاقاته من الناحية اليسري لخلخلة دفاع أنيمبا المتوقع.
وكذلك الحال بالنسبة للناحية اليمني سواء لعب فيها بركات أو أحمد صديق.
كما وجه جوزيه للمدافعين تعليمات محددة بالالتزام الشديد والتركيز طوال اللقاء, والرقابة, والتغطية, واليقظة في الهجوم المعاكس لأن الهدف سيكلف الأهلي هدفين بالضرورة مع الأخذ في الاعتبار أن يكون لهم دور في الهجوم لحظة امتلاك الأهلي للكرة بعمل زيادة عددية.
حسام البدري المدرب العام للأهلي يري أن المباراة صعبة لهذا طالب الجمهور بالوقوف خلف الفريق والزحف إلي ستاد القاهرة اليوم, وتمني البدري أن تمتلئ المدرجات بالحضور, مشيرا إلي أن الجمهور سيكون اللاعب رقم واحد في المباراة لأنه عامل مرعب لكل الأفارقة.
وقال المدرب العام: بالطبع سيختلف أسلوب لعبنا عن أسلوب مباراة الذهاب لأننا نلعب علي أرضنا ووسط جمهورنا ولا بديل عن الفوز مع مراعاة تأمين الجانب الدفاعي لأن أي هدف لأنيمبا سيصعب الأمور كثيرا علينا.
أما فريق أنيمبا الذي وصل للقاهرة أمس الأول ولجأ للتمويه في مقر إقامته فقد حضر رافعا راية التحدي والفوز, وكل تصريحات مسئوليه لا تحتمل سوي الفوز علي الأهلي, ولهم الحق في ذلك فهم لا يملكون غير هذا الكلام, وإلا ما حضروا لمصر.. وهم فريق جيد يمتلك القوة والسرعة وبعض لاعبيه لديهم مهارات, خصوصا ستيفن وارجو.